ينتظر ترامب هذه المرة شرق أوسط أكثر خطورة وأقل قابلية للاستقرار. لكنّ إنهاء الحرب والاستفادة من تجارب سياسته في المنطقة أثناء رئاسته الأولى ضروريان لتحقيق رؤيته لشرق أوسط تستطيع واشنطن تقليل انخراطها فيه.
هناك أربع حجج تدعم الاعتقاد بأن أردوغان يُفضل ترامب على هاريس. مع ذلك، فإن أي رهان تركي على ترامب لإعادة تنشيط العلاقات التركية الأمريكية ينبغي أن يكون واقعياً.
يوجد التقارب التركي المصري ديناميكيات إقليمية جديدة ويُشكل إحدى نتائج المراجعة الشاملة للسياسات التي انتهجتها أنقرة مع العالم العربي خلال العقد الماضي. مع ذلك، فإن الرهانات على أثار الحقبة الجديدة بين تركيا ومصر على الوضع الإقليمي ينبغي أن تستند على توقّعات قابلة للتحقيق.
رهان إيران على استخدام التلويح بالرد كوسيلة ضغط على نتنياهو للقبول بصفقة مع حماس في غزة لا يبدو واقعيا. وإذا كان نتنياهو يسعى بالفعل لتوريط إيران في الحرب، فإنه من غير المتصور أن يمنحها فرصة للعودة إلى لعبتها المفضلة.
يُشير تأخر الرد الانتقامي الإيراني إلى رغبة طهران في إشراك دبلوماسية القنوات الخلفية في تشكيل ردّها والرد الإسرائيلي بعد ذلك لتعزيز عملية إدارة المخاطر ولتعظيم الأثمان التي تتطلع إليها مقابل رد لا يتجاوز من حيث الشكل والتأثير هجوم نيسان.
إن أي دور عسكري مُحتمل لتركيا في الصراع لا يُمكن تصوره خارج سياق ترتيبات اليوم التالي لغزة بعد الحرب. وحتى في الوقت الذي ألمح فيه أردوغان إلى إمكانية الانخراط العسكري، فإن أولويات سياسته في الحرب لا تزال ثابتة.
إن مشروع التطبيع بين أنقرة ودمشق - إن قُدر له الانطلاق - سيكون مساراً طويلاً ومليئاً بالألغام ويتطلب تنازلات مؤلمة من الطرفين. ويتمثل التحدي الأكبر الذي يواجه تركيا في كيفية الحد من آثاره على علاقتها بالمعارضة وعلى استقرار المناطق الخاضعة لإدارتها في شمال غرب سوريا.
تعكس مغازلة أردوغان للأسد الكيفية التي عمل بها الهاجس التركي من مشروع الحكم الذاتي للوحدات الكردية على إحداث انعطافة كبيرة في سياسة تركيا في سوريا. كما أنها أحدث مثال على دور براغماتية الرئيس التركي في إعادة تشكيل علاقات أنقرة بالشرق الأوسط.
يرفض كثير من اللبنانيين الحرب لأنهم بالكاد يُكافحون للتعايش مع الأزمة الاقتصادية الكبيرة ويعتقدون أن حزب الله ورط لبنان في هذا الصراع لتحقيق أهداف إيرانية. وقد يعتقد خصوم الحزب أن الحرب ستضعفه وتقوض هيمنته الداخلية، لكنّ مثل هذا الاعتقاد لا يبدو واقعياً.