بعد سنوات من الاضطرابات الشديدة بين تركيا والولايات المتحدة وانعدام الثقة بينهما، تخلق عملية المساومة بين عضوية السويد في الناتو وصفقة مقاتلات إف ستة عشر فرصة للبلدين للخروج من النفق ومحاولة إعادة تشكيل علاقاتهما من جديد.
يعكس خطاب نصر الله استراتيجية إيران الحذرة في الحرب ويُظهر أن حزب الله لا يزال يولي أهمية كبيرة لتجنب عواقب الانخراط الواسع في الحرب عليه على أية فوائد أخرى متصورة لهذا الانخراط وأن إيران تُظهر انضباطاً في محاكاة حرب إقليمية بالوكالة.
بدلا من الافتراض الذي كان سائدا قبل الحرب بأن سلاما سعوديا إسرائيليا سيؤدي إلى سلام فلسطيني إسرائيلي، فإنه لم يعد من المتصور بعد الحرب أن السلام السعودي الإسرائيلي سيأتي قبل سلام فلسطيني إسرائيلي أو على الأقل لن يحصل قبل إطلاق عملية سلام جادة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
مع أن أردوغان بدا أنه يتخلى تدريجيا عن الخطاب الدبلوماسي الذي انتهجه في بداية الحرب إلآّ أن الهدف النهائي له هو تعزيز دور تركيا في مساعي إنهاء الصراع وضمان دور مؤثر لها في مستقبل غزة والانخراط بقوة في إعادة تنشيط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
صممت إسرائيل هجماتها الجوية المدمرة على غزة لجعل الطبيعة الجغرافية للقطاع مساعدة لها في غزوها البري، لكنّه في قتال الشوارع المنتظر، فإنها ستفقد ميزة التفوق العسكري في قتال غزة الثانية التي بنتها الفصائل تحت الأرض.
دعوة بايدن لنتنياهو للاستفادة من تجارب حروب أمريكا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول تفسد رغبة نتنياهو في تكرار التجربة الأمريكية لتغيير الشرق الأوسط كما وعد. لا الولايات المتحدة راغبة في خوض حروب جديدة في الشرق الأوسط، ولا نتائج حروب أمريكا بعد 11 سبتمبر مشجعة.
يوازن حزب الله خياراته الصعبة بينما ينظر إلى حرب أكتوبر الجديدة على أنها ستُحدد مستقبله أيضاً. وقد يرى في انخراطه في الحرب، رغم المخاطر الكبيرة عليه وعلى لبنان المنهك، حاجة وجودية له وفرصة لتشكيل قواعد ردع جديدة مع إسرائيل على الجبهة الجنوبية.
تصل أصداء المواجهة الكبيرة التي تخوضها إسرائيل وحماس منذ السابع من أكتوبر الجاري إلى كل بقعة جغرافية من المنطقة كما أربكت السياسات الدولية. لقد دخل الشرق الأوسط بالفعل في أكبر تحول تاريخي منذ عقود ومن المرجح أن تكون تداعيات الحرب الجديدة كبيرة على الجغرافيا السياسية الإقليمية.