تُتوج القمة التاريخية المرتقبة بين أردوغان والسيسي في القاهرة الحقبة الجديدة في العلاقات بعد أزمة العقد التي حرمت البلدين من الاستفادة من الكثير من الفرص وقوضت قدرتهما على مواءمة مصالحهما في قضايا حيوية لكليهما مثل الصراع في ليبيا وشرق البحر المتوسط.
إن الحكمة المتصورة من البراغماتية أنها تعمل على دفع القادة إلى التركيز على مصالح بلادهم حتى لو تطلب الأمر إحداث تحول جذري في السياسات والتخلي عن ما تبدو أنها قناعات مترسخة لديهم. وهذا بالضبط ما تقوم عليه براغماتية أردوغان.
بعد عام على كارثة القرن في تركيا، تسير البلاد على الطريق الصحيح للتعافي منها. لكنّ التحديات الهائلة التي تواجه عملية التعافي الكاملة والظروف المحيطة بها أكبر بكثير من قدرة تركيا على التعافي من الزلزال في عام واحد.
تعكس التحركات المتزامنة لواشنطن لبيع أسلحة لتركيا واليونان رغبتها في العودة إلى نهج التوازن في تشكيل علاقاتها مع البلدين. وهذا النهج يزيد من قدرة الولايات المتحدة في التأثير على العلاقات بين حليفين لا غنى عن أحدهما بالنسبة لها.
بينما بدأت الولايات المتحدة حملة الانتقام من وكلاء إيران، فإنها وضعت خطوطاً حمراء لهذا الانتقام من دون أن تُضطر طهران إلى فعل ذلك. وهذه الخطوط تُشعر الإيرانيين بمزيد من الثقة بأنفسهم وبأنهم في مأمن من دفع تكاليف باهظة.
التحديات العسكرية والجيوسياسية المتصاعدة في وجه الولايات المتحدة في المنطقة، وتصاعد دور الصين وروسيا تقوض من قدرة واشنطن على إعادة ترميم حضورها في الشرق الأوسط كقوة عالمية مُهيمنة في الجغرافيا السياسية للمنطقة
التعاون الذي تنتظره تركيا من إيران في مكافحة حزب العمال الكردستاني المحظور وفروعه سيكون ضروريا لتطوير عملية إدارة المنافسة بينهما إلى تعاون أوسع في العراق وسوريا والاستفادة من الفرص التي تجلبها اضطرابات الشرق الأوسط الراهنة.
محمود علوش يكتب للديلي صباح عن آخر التطورات على ساحة السياسة الداخلية التركية على أبواب الانتخابات المحلية المُقررة يوم 31 مارس/آذار القادم وعن خريطة التحالفات الحزبية وعوامل المنافسة في المناطق الأكثر أهمية في هذه الانتخابات وهي إسطنبول وأنقرة