أهداف العملية التركية الجديدة المحتملة في سوريا

أنقرة تعتقد أن الظروف الدولية الراهنة والصراع الروسي الغربي، فضلاً عن حاجة كل من موسكو والغرب إليها تُشكل فرصة مناسبة للتحرك في سوريا وتحسين وضعها وفرض وضع جديد على المسألة الكردية

يعقد مجلس الأمن القومي التركي اليوم اجتماعاً لبحث العملية العسكرية الجديدة المحتملة التي تنوي تركيا شنّها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. من المتوقع أن يُقر المجلس العملية، لكنّه من غير الواضح ما إذا كانت ستبدأ على الفور بعد ذلك أم لا والموعد المحدد لها. لم تُسجل حتى الآن أي تحركات عسكرية غير اعتيادية في الجانب التركي من الحدود، حيث أنه قبل أي عملية عسكرية، عادة ما يُرسل الجيش التركي تعزيزات ضخمة إلى المناطق الحدودية. 

أما بخصوص العملية المحتملة، فذكرت صحيفة صباح التركية المقربة من الحكومة اليوم الخميس أن هذه العملية ستكون شاملة وستشارك فيها القوات البرية والجوية والقوات الخاصة، فضلاً عن الطائرات المسيرة التركية التي ستلعب دوراً رئيسياً فيها. وأضافت الصحيفة أن العملية ستركز على منطقتي منبج وتل رفعت في غرب الفرات وكلاهما خاضعتان لسيطرة الوحدات الكردية. 

السيطرة على هاتين المنطقتين تعني الكثير بالنسبة للجيش التركي في سوريا. فمن جانب، سيؤدي إخراج مقاتلي الوحدات الكردية من مدينة تل رفعت ومنبج إلى إنهاء وجود التنظيم في غرب الفرات، فضلاً عن تأمين المناطق الخاضعة للإدارة التركية في درع الفرات وغصن الزيتون. أما بخصوص منبج فهي تكتسب أهمية أكبر كونها أقرب إلى الحدود التركية. لطالما شكلت هذه المدينة قاعدة للوحدات الكردية من أجل التسلل إلى مدينة سوروج التركية في الجهة المقابلة من الحدود. 

يقول الباحث في مركز تحليل السياسات محمود علوش في حوار مع تلفزيون سوريا إن الأولوية الرئيسية لتركيا في الوقت الراهن توسيع حدود المناطق الآمنة التي أنشأتها منذ أول عملية عسكرية لها في سوريا في 2016، فضلاً عن تأمين هذه المنطقة من أجل تمهيد إعادة اللاجئين إليها. ويُضيف علوش أن أنقرة تعتقد أن الظروف الدولية الراهنة والصراع الروسي الغربي، فضلاً عن حاجة كل من موسكو والغرب إليها تُشكل فرصة مناسبة للتحرك في سوريا وتحسين وضعها وفرض وضع جديد على المسألة الكردية بالنسبة لكل من موسكو وواشنطن.

لا يزال هناك ما يقرب من ألف جندي أمريكي يتواجدون في سوريا ويقدمون الدعم والاستشارة للوحدات الكردية في محاربة تنظيم داعش. بالنظر إلى أن هذا التواجد الأمريكي يتركز في شرق الفرات، فإن اقتصار العملية العسكرية التركية المحتملة على غرب الفرات سيجد من التداعيات على الوجود الأمريكي في سوريا. مع ذلك، فإن روسيا تعد فاعلاً رئيسياً في منطقة غرب الفرات ولديها وجود في مدينة تل رفعت. من غير الواضح ما إذا كانت أنقرة تنسيق مع موسكو بخصوص تحركاتها الجديدة، لكنّ ذلك سيُشكل اختباراً لمدى متانة التفاهمات التركية الروسية حول سوريا. 

يقول محمود علوش إنه لا يزال يعتقد أن أي هجوم عسكري تركي جديد في سوريا بمعزل عن الحد الأدنى من التفاهمات مع موسكو وواشنطن ينطوي على مخاطر عديدة ويُمكن أن يؤدي إلى تأجيج أكبر في العلاقات التركية الغربية ويُدخل أنقرة في أزمة جديدة مع موسكو.

إقرأ أيضاً: